قال ابن بسام: ولم أسمع بمثل هذا البيت لمن سبق، فإن كان اتباعاً فما أحسن ما أرق، وإن يكن اختراعاً فما أولى وأخلق.
وفي هذه القصيدة يقول:
كم حطتم من ضياع في الأنام وكم ... وصلتم من شتيت غير متصل
بسنة كسنان الرمح ماضيةٍ ... ومذهب كقناة الرمح معتدل
مدحتكم حيث لا فخر أزيدكم ... فقد كحلت عيوناً جمة الكحل كما أن هذا البيت أشار فيه أبو بكر إلى التقصير، فلعله أراد أن يجعله في شعره تميمة من الفتور، وأحسن مما انتحاه، قول بعضهم في معناه:
لم أفدك المديح إلا لنفسي ... ليس للسيف إربة في الصقال وقال ابن الملح:
لا حد للوجد إلا أنت عارفه ... كأن قلبك للأشواق ميزان
ولا صبابة إلا أنت واسعها ... كأن صدرك للأشجان ميدان [90أ] ومنها:
سرنا نراقب إعلان الصباح بنا ... كأننا في ضمير الليل كتمان وهذا كقول الصاحب بن عباد:
كأني سر والظلام ضمير ...