فذا جدول في الغمد تسقى به المنى ... وذا غصن في الكف يجنى فيثمر وقال المتنبي:
أأخلع المجد عن كتفي وأطلبه ... وأترك الغيث في غمدي وأنتجع وقال ابن الملح من أخرى:
أوطأن في ظبة الحسام توسدي ... ومزجن كأسي في لهاة الأرقم
وإليك من نار الحياء بوجنتي ... وهجاً تحف به عيون المرزم
ولكم لقيت الهم يملأ أرضه ... بأحم طامي اللجتين عرمرم
وتركت ذاك الجيش نهباً للظبا ... متخاذل الأنصار مطلول الدم
حتى إذا رمت الليالي جانبي ... من كل ناحية بكل الأسهم
خطمت بحبل الشيب أنف شبيبة ... قد كان قبل صروفها لم يخطم
لو كنت أقدر قادرٍ لم أجزها ... إني لأزهد في عقاب المجرم
إني لأقبض في مراجعها يدي ... ولو احتديت بها فروع الأنجم
وأرد عزمي والحقيقة مطلبي ... وأبيح حظي والكريمة مغنمي
أنا ضاحك للدهر ضحكة شامتٍ ... إن كان يعبس للندى المتبسم
قصد الزمان الآملين بحربه ... وأتيت في الغمرات أول مقدم
وعلمت أني إن أصل بمحمد ... أنفذ على ضيق المكر وأسلم
الله أكبر لو قضى لخليفةٍ ... بمزية العلم الذي لم يعلم