أجارتنا إنا غريبان ها هنا ... وكل غريبٍ للغريب نسيب ومات فدفن إلى جنب تلك المرأة. وروي أن امرأ القيس دفن بأنقرة الروم، وأنهم اتخذوا صورته كما يفعلون بمن يعظمونه. وحدث المأمون أنه مر بأنقرة ورأى صورة أمرئ القيس قال: فإذا رجل مكلثم الوجه، يريد مستديره؛ وقيل المدفون بعسيب صخر أخو الخنساء، وهو القائل:
وإني مقيم ما أقام عسيب ... رجع:
وقال حسان بن المصيصي:
روض الشباب تناوبت أزهاره ... وليّ بنفسه وجاء بهاره [87أ]
ود المها لو أن أسود لحظه ... أضحى خضاباً حين شاب عذاره
قد كان يعجبهن خفة حلمه ... فالآن ساء الغانيات وقاره
ترك الذي اشتمل الكثيب إزارها ... منه الذي اشتمل العفاف إزاره ومنها:
إني على هذا لأسمع بالصبا ... فيسرني ممن صبا أخباره