جهده واحتياله، ثم لم يقتصر على ذلك، بل تجاوزه إلى إطلاق لسانه بالذم الذي صدر عن لؤم نجاره، والطعن الشاهد بخبث طويته وإضماره، ومن جهل مقدار تلك النعمة التي كان سوغها أولاً، أخلق به أن لا يعرف مقدار العفو عنه آخراً، ومن فسد هذا الفساد كيف يرجى استصلاحه - ومن استبطن مثل غله كيف يؤمل فلاحه، ومن لك بسلامة الأديم النغل، وصفاء القلب الدغل -! وعلى ذلك فلا أعتقد عليك [81أ] فيما عرضت به من وجه الشفاعة غير الجميل، ولا أتعدى فيه حسن التأويل، ولو وفدت شفاعتك في غير هذا الأمر الذي سبق فيه السيف العذل، وأبطل غافل الأقدار فيه الألطاف والحيل، لتلقيت بالإجمال، وقوبلت ببالغ المبرة والاهتبال.

ما أخرجته من سري نظمه وجزل مقاله مدة اعتقاله

من ذلك أبيات خاطب بها صاحب المرية يقول فيها:

أصبحت في السوق ينادى على ... رأسي بأنواعٍ من المال

فهل فتىً يبتاعني ماجد ... أخدمه مدة إمهالي

تالله لا جار على نقده ... من ضمني بالثمن الغالي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015