وتعوضوا من صفرةٍ خبيثة ... بأغر وضاح الجبين نضار ولما سمع العتمد هذا القصيد، وقرع سمعه فخار ابن عمار، قال هذه الأبيات، وهي من مليح التعريض، ومقلوب التقريض، وأضافها إلى بيت ابن عمار حيث قال عن نفسه:
كيف التفلت بالخديعة من يدي ... رجل الحقيقة من بني عمار فقال المعتمد:
الأكثرين مسوداً ومملكاً ... ومتوجاً في سالف الأعصار
المكثرين من الكباء لنارهم ... لا يوقدون بغيره للساري
والمؤثرين على العيال بزادهم ... والضاربين لهامة الجبار
الناهضين من المهود إلى العلا ... والمنهضين الغار بعد الغار
إن كوثروا كانوا الحصى أو فوخروا ... فمن الأكاسر من بني الأحرار
يضحي مؤملهم يؤمل سيبه ... ويبيت جارهم عزيز الجار
تبكي عليهم شنبوس بعبرةٍ ... كأتيها المتدافع التيار
يبكي بها القصر المنيف تلألأت ... شرفاته في خضرة الأشجار
ما ضاحكته الشمس إلا خلته ... نضحت جوانبه بماء نضار
يا شمس ذاك القصر كيف تخلصت ... فيه اليك طوارق الأقدار [80أ]
لما تنلك شعوب حتى جاوزت ... غلب الرجال وسامي الأسوار
كم كان من أسدٍ هنالك خادرٍ ... لك حارس بأسنة وشفار