فلما أزمع على الرحيل، وشرع في سلوك السبيل، وحضر المعتصم لوداعه، أنشده عمار جوابا على أبياته الثلاثة:

ألفظك أم كأس الرحيق المعتق ... وخطك أم روض الربيع المنمق

ونظمك أم سلك من الدر ناصع ... يروق على جيد العروس المطوق

بعثت بها يا قطعة الروض قطعة ... شممت بها عرف النسيم المخلق

ثلاثة أبيات وهيهات إنما ... بعثت بها الجوزاء في صفح مهرق

هي السحر أسرى في النفوس من الهوى ... وكيف يكون السحر في لفظ متق

أمعتصما بالله والحرب ترتمي ... بأبطالها والخيل بالخيل تلتقي

دعتني المطايا للرحيل وإنني ... لأفرق من ذكر النوى والتفرق

وإني إذا غربت عنك فإنما ... جبينك شمسي والمرية مشرقي وكتب إليه المعتصم يوما بنثر وشعر يقول فيه:

وزهدني في الناس معرفتي بهم ... وطول اختباري صاحبا بعد صاحب

فلم ترني الأيام خلا تسرني ... مباديه إلا ساءني في العواقب

ولا قلت أرجوه لدفع ملمة ... من الدهر إلا كان إحدى المصائب فأجابه ابن عمار بقوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015