امن معشر تتشرف الأذوا بهم ... كتشرف الأيام بالأعياد
جلوا فحلوا في الأنام مكانةً ... كمكانة الآلاف في الأعداد
أفديك من حر تعبد بره ... شكري وقل له الفدا والفادي
ولقد ظفرت من اقتبالك بالمنى ... وبلغت أقصى غايتي ومرادي
وأرحت من تعبي بعهدك في ندى ... ظل ونمت على وثير مهاد
وشددت منك يدي بعلق مضنة ... ونفضتها بزعانف أنكاد
يتعللون من الوفاء بعلةٍ ... ضحك الطبيب لها مع العواد
جمحوا إلى ظلمي فسست جماحهم ... ولقيت شدته بلين قياد
واستبطنوا حقداً وبين جوانحي ... طبع يسل سخائم الأحقاد
ولكم دعي في الإخاء أعرته ... جذب ابن سفيان بضبع زياد
حتى إذا رفض الوفاء رفضته ... واعتضت منه بطيب الميلاد
لا ذنب لي في طر سائمة الهوى ... منه على السرح الوبيل الصادي
أنا قد رضيتك فارضني وأعدني ... إن كنت محتاجاً إلى الإعداد
إني لممن إن دعوت لنصرةٍ ... يوماً بساطي حجة وجلاد [77أ]
أذكيت دونك للعدا حدق القنا ... وخصمت عنك بألسن الأغماد
صلني أصلك وصل فديتك بي أصل ... بك واعتمدني اتخذك عمادي
ولئن بدرت إلى رضاي فربما ... وافيتني لرضاك بالمرصاد
وعلى تظاهرنا الضمان بقلة ال ... أعداء ثم بكثرة الحساد