واستهدى منه بعض إخوانه خمراً، فبعث بها مع تفاحتين ورمانتين وكتب مع ذلك:
خذوها مثل ما استهديتموها ... عروساً لا تزف، إلى اللثام
ودونكم بها ثديي فتاةٍ ... أضفت إليهما خدي غلام وأهدى إلى ذي الوزارتين ابن لبون تفاحاً وإجاصاً، وكتب معهما:
خذها كما سفرت إليك خدود ... أو أوجست في راحتيك نهود
حذراً من التفاح نشراً بينها ... ولها بأغصان الجنان عقود
وشفعت بالإجاص قصداً إنه ... شكل الجمال وحده المحدود
عذراً إليك فإنما هي أوجه ... بيض تقابلها عيون سود
إيه وعندي من فراقك لوعة ... يعزى إليها ثابت ويزيد
أفطرت من صومي بغرتك التي ... كانت هلالاً كان عنه العيد
لله ليلتنا التي من أجلها ... هذا الزمان بمثله محسود وكتب إليه ابن لبون بهذه الأبيات:
ختمت بعصرك أعصر الأجواد ... وعنت لذكرك ألسن الوراد
وسبقت أملاك الزمان إلى مدىً ... ضلوه حتى كنت أنت الهادي