وفي فصل من أخرى: سألت الفقيه - أعزه الله - حاجة منذ عامين، وأخرى مذ شهرين، ولم تكونا بكبيرتين، وفي كليهما نفض من ودي اليدين، فليت شعري على أي ود بعد ودي يشدهما، أو إلى أي عقد مثل وثيق عقدي مدهما، تالله ليدفعن من بني الأيام، إلى لئام غر كرام، أغر من السراب، وأغدر من الذئاب، وأعق من الضباب، وأوهى حبلاً من مضمحل الضباب، وسأسأله ثالثةً والثالثة الصادقة، فإن قضاها شكرته ما ذرت شارقة، وإن أباها فخيل عتابي إليه سارية طارقة.
وفي فصل من أخرى: أنا في فرط بري بالوزير الجليل - صنع الله له كل صنع جميل - إذا رماني ببهي شخصه الطريق، عصب من استحيائه بفي الريق، فلم أكد في التسليم عليه أبين، وجعلت معترضات حاجاتي إليه تفرق وتبين، حتى كأني ما بت لها أرقا، ولا طويت بها كشحا محترفا. وكيف لا أستحييه - أعزه الله - وإنما ألقاه باسط راحة، أو سائل إراحة - ولولا بشر له يؤنس، وتهلل من وصمة الود يعصم ويؤيس، لما انبسطت عليه في أمر، ولو مسني مهمه بألذع من جمر، وكنت قد أعددت لسعة كرمه أربع حوائج، ولعلها عند حرصه على الفضل أربع نتائج، سلاهيب او مرابيع، أشباهها للجري ينابيع، ونأمت بعد بهذا المنظوم وجعا، وإن كنت متصرفا لا مضطجعا، ولو سريت من