لا يسمح وجهه إلا بهيادب الغيوم، وصارم لا يحلى غمده إلا بأفراد النجوم؛ وكان نشأ بين يدي أبيه من دولة المعتمد، بحيث يفيء عليه ظلالها، ويتشوف إليه قبولها وإقبالها، وانشفت تلك السماء قبل أن ينوب مناب سلفه في سرجها، ويحل بيت شرفه من أبرجها، ولله هو، فلئن كان نبا به الأوان، وضاق عنه السلطان، فلقد نهض به جنان يتدفق بالغرائب، ولسان يفري شبا النوائب، وإحسان يملأ أقاصي المشارق والمغارب. وقد أخرجت من غرائب نظمه ونثره ما يخجل الخدود، ويعطل السوالف الغيد.
فصول من كلامه في أوصاف شتى
له من رقعة خاطب بها بعض أهل عصره، وافتتحها بهذين البيتين:
لولا عدىً غاظوا الصدي - ... ق بنفيهم عني الكتابه
لم أوذ سمعك بالهرا ... ء ولا انحرفت عن المهابه لعمري - وإن كان نفى منفياً، وتقرع صديقاً حفياً - لرب أعجم ضجر فأفصح، وأجذم عير فقدح؛ وإن لم يستألفا بعد