من خلال ديمها تنفس ونصول، وتمكن للشكر الجزيل في ظلال نعمها معرس ومقيل؛ فالحمد لله على ذلك ما انسكب قطر، وانصدع فجر، وتوقد قبس، وتردد نفس، وهو الكفيل تعالى باتمام النعمى، وصلة أسباب الحياة، بعزته.
وله من رقعة خاطب بها الوزير الفقيه أبا القاسم الهوزني إثر قدومه من حضرة أمير المسلمين، رحمه الله تعالى، غب نبوة خلصت إلى غربه، وروعةٍ كادت تطير بسربه:
وكم نعمةٍ لا يستقل بشكرها ... إلى الله في طي المكاره كامنه قد يجتنى - أغرك الله - من شجر المساءة ثمر المسرة، ويجتلى وجه المحبوب غب المكروه مشرق الأسرة، وربما تجهم القدر وضميره مبتسم، وتصلب الزمن وعقده محتشم، وإنما ينظر إلى موقع الأقدار في الإصدار، وتحمد مجاري الأعمال عند المآل؛ وفي هذه المقدمة دلالة على النبوة التي ما اعتكر جنحها، إلا ريثما وضح صبحها، ولا نعب بالبعد غرابها، حتى التفت إلى سانح السعد ركابها، ولا استطار لها في قلب الولي صدع، حتى اشتمل منها على أنف العدو جدع؛ وما ذاك