المرهوب لديه، فكم حالٍ كانت بخروجه تتلف، ونعمةٍ بأيدي طاغيته تنتسف؛ والرعية - حاطها الله - في هذا العام على ما يقتضيه ما عم البلاد من الفساد، وشملها من جائحة القحط والجراد، وتكليفها أداء شيء من المال الذي التزم مرتفع، وأخذها بالمعونة على ما ناب ممتنع، فلم يبق إلا أن نميل بهذه الكلفة على الخدمة ميل العموم، ونجريهم فيها على أحسن مجاري التحرير والتقويم، وهي حال تقتضي من كل من أحسن التأمل المعونة فيها، والمبادرة بحسب طاقته إليها، وقد أدرجت طي رقعتي هذه قنداقاً تسمى الخدمة قبلك فيه، ورسم على كل واحدٍ منهم ما توجبه حاله وتقتضيه، فتقدم في ما نصصته من الحال إليهم، وكلمهم بما يخفف الحال عندهم ويسهلها لديهم، ولتقبض ذلك كله في أعجل ما يمكن، فالحاجة إليه وكيدة، والضرورة حافزة شديدة.

قال: ولما كلب العدو - قصمه الله - في ذلك التاريخ، وأعضل داؤه، وجعل يطأ بلاد المسلمين، آمناً لا يخاف، وآنساً لا يستوحش، مقدماً لا يكع، ومجترئاً لا يرتدع، ينزل بساحات القواعد الرفيعة، والقلاع المنيعة، فيعفي الآثار، ويستبيح الدمار، ويهتك مصون الأستار، ورمت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015