له الخير إن يأذن أقل غير عاذل ... وإن يأب اسكت عنه لا طالباً عذرا
خطبت إليه من هواه عقيلةً ... وأعطيت من شكري وأغل به مهرا
فأطرق لم ينبس بحرفٍ ولم يعد ... إليّ جواباً منه نظماً ولا نثراً
وما الصمت في هذا المكان لسنةٍ ... فإني لم أخطب مودته بكرا
فإن زفها دوني إلى كل خاطبٍ ... فلم ير مثلي لا وفاء ولا برا
وإن حدثت منه إليّ إجابة ... عذرت عن الأولى ولم أكفر الأخرى فأجابه الوزير أبو العلاء:
وفاؤك ما أسنى وفضلك ما أسرى ... ومجدك ما أسمى وزندك ما أورى
إذا رمت نثراً جئت بالسحر ناثراً ... وإن حكت شعراً جئت بالآية الكبرى
بسطت بعفو القول يمنى ولمت أن ... قبضت ولم أمدد إليها يداً يسرى
ولو نهضت بي نحو سؤلي قدرة ... إذن لم أدع في الشكر نظماً ولا نثراً
عقيلة نظمٍ عن يسار زففتها ... لكفؤ ودادٍ ولم تجد كفؤه مهرا
فما لجميل الظن يحسب أنني ... صمت لكبر حين عدت به سرا
أنزه ذاك الفضل عن كشف سوءة ... لجأت إليها حين أرهقني عسرا ما وجدته من شعر أبي العلاء في النسيب
كلفه حسام وصف غلام قائم على رأسه. فقال: