وقال:
من للسيوف بأن يكون سميها ... في أصله وفرنده ومضائه
طبع الحديد فكان من أجناسه ... وعلي المطبوع من آبائه ولما أفضت الحال، بالمعتمد إلى الاعتقال، وحبس بأغمات، اعتلت بعض كرائمه في أثناء ذلك، والوزير أبو العلاء هنالك، فبادر إلى مرغوبه، وسارع إلى تأتي مطلوبه، ولم يلتفت إلى ما كان سلف بين سلفيهما من معانٍ، قضتها صروف الزمان، واقتضتها حماية السلطان، فلاطف علاجها ورفع قدر المعتمد بالتبجيل، ودعا له بالبقاء الطويل، وكتب إليه المعتمد إثر ذلك بهذه الأبيات، وذكر قصة غريبة وهي: أن أكرم بناته ألجأها الحين إلى استدعاء غزل بأجرة تسد بعض خلتها، فأدخل إليها في جملة ما أخرج غزل لبنت عريف شرطته المنتقل إليه من دولة غرناطة، وعلم الأمر بعد ذلك فتعجب من تقلب الدهر، وفي ذلك يقول للوزير المذكور: [47أ]
دعا لي بالبقاء وكيف يهوى ... أسير أن يطول به البقاء
أليس الموت أروح من حياةٍ ... يطول على الشقي بها الشقاء
[أأرغب أن أعيش أرى بناتي ... عواري قد أضر بها الحفاء]
خوادم بنت من قد كان أعلى ... مراتبه - إذا أبدو - النداء
وطرد الناس بين يدي مروري ... وكفهم إذا غص الفناء