وقال في العناب:
أما ترى ثمر العناب موقرةً ... بكل أحمر لماعٍ من الخرز
وقد تدلت به الأغصان مائلةً ... مثل العثاكيل من صدر إلى عجز
وقد حمتها عن الأيدي أسنتها ... حذار مفترس أو خوف منتهز وقال:
ما طلعت في قوسها ... إلا بدا قوس قزح
نفس وما من نفسٍ ... روح ولكن لا شبح
شرارة تلمحها ... قرارة لمن لمح
ولست من شرابها ... ولا لها بمقترح
ولا أنا مغتبق ... بها ولا بمصطبح
لكنني أمدحها ... تظرفاً في من مدح الوزير أبو العلاء زهر بن عبد الملك بن زهر الايادي
أحد الأفراد امجاد من إياد، وهو وإن كان في وقتنا البحر الذي لم يبلغ بالتحصيل، والصبح الذي لا يفتقر معه إلى دليل، فإني أجريت ذكره في نفس هذا الديوان نفساً، واجتلبت قطعةً من شعره أقمتها للآداب عرساً، وجعلتها لألباب الشعراء والكتاب مدوساً، مع أنه أعلى قدراً، وأبهر ذكراً، من أن يعبر الدهر عن علاه، أو يدعي الشعر أنه من حلاه؛ ولم أظفر عند تحريري هذه النسخة بشيء من نثره، فلذلك اقتصرت على جملة من شعره، جعلتها ذريعةً إلى إجراء ذكره، ولولا ترتيب اقتضاه