فنعانا العود في ميتتنا ... بأبح البم إسعافاً وزير

فرفعنا من كؤوس نكسٍ ... وفتحنا من عيون بفتور

فكأن حين قمنا معشر ... نشروا بعد مماتٍ من قبور وأنشد لأبي بكر بن نصر الإشبيلي:

أهدت إليّ روحي براح يمينها ... راحاً أرق من الهواء وأعتقا

فكأن حب حبابها في وجهها ... در على أرض النضار تفرقا

وكأن شخص الكأس شمس وشحت ... قمراً فغاض شعاعها وتمزقا

لله درك من زمان لم يزل ... حلو الحلى رحب الجناب معتقا

زمن هصرنا عيشه فكأنه ... من جود إسماعيل كان منمقا

الحاجب الملك الذي حجب الورى ... عن كل مكروهٍ يخاف ويتقى

وكأنه بيديه صور نفسه ... فأجادها كيف اشتهى وتأنقا وأنشد لمحمد بن ديسم الإشبيلي:

امزح حمياً الكؤوس واشرب ... بنفثةٍ من رضاب ألعس

راحاً تمطى بطون راح ... لها خلال الضلوع مكنس

يدير منها البنان خمراً ... صبغة ماء اللجين ملبس

ملك زها رفعةً ومجداً ... كما زكا محتداً ومغرس [44أ]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015