وأنشد له:
يا أيها الساقي الذي بعثت لنا ... يمناه من مزن الغمام رذاذا
لا تسقنيها دون ملء كؤوسها ... وإذا سجدت بها إليك فماذا
إني اتخذت الغي رشداً والهوى ... ديناً ولذت عن الرشاد لواذا
فامزج بريقك لي الكؤوس وقل لنا ... خذ، تلقني لكبارها أخاذا وأنشد له:
بالغت في عذلي وفي تأنيبي ... وفي الراح حين وعظتني بمشيبي
هيهات لست بتائب عن شربها ... ما دام شربها أقل ذنوبي
إن كان أكربني المشيب فإنها ... راح تروح بكربة المكروب
فلأشربن لكي أدافع كربها ... عني وأطرب فوق كل طروب وأنشد لأبي إسحاق بن خيرة الصباغ [43ب]
يوم كأن سحابه ... لبست غمامي المصامت
فالغيث يبكي الضحى ... كمثال أجنحة الفواخت
والرعد يخطب مفصحاً ... والجو كالمحزون ساكت
والروض يسقيه الحيا ... والنور ينظر مثل باهت
فاطرب ولذ بحسنه ... واشرب فإن العمر فائت