فأجابه ابن الأبار بهذه الأبيات:
لست بصاب إلى معذر ... بل أنا في حبه معذر
لا أعشق الظبي ذا لجام ... لأنه في الظباء منكر
أهواه والخد منه صبح ... حتى إذا ما دجا تغير
أحسن ما فيه أن تراه ... بين مهاةٍ وبين جؤذر
متوجاً لمةً تبدى ... بتاج كسرى وملك قيصر
إن ماس فالمرط منه مثر ... بما حوى والوشاح معسر
يرفق بالخلق حين يغضي ... وينظر الموت حين ينظر
متى يلم عاذل عليه ... يبدو له وجهه فيعذر
كم علني الراح ثم حيا ... أحوى مريض الجفون أحور
كأنما سحر وجنتيه ... نوم اجفانه لتسهر
ما زلت أشتفها ونقلي ... طلاه والمبسم المجوهر
أمكن من طرةٍ وثغرٍ ... فصرت في جنةٍ وكوثر وأنشد للوزير أبي الاصبغ بن سعيد:
وما أنس لا أنس المدامة بيننا ... يناولنيها وهو بالسحر نافث
ويجعل نقلي ريقه بعد رشفها ... فيا لك من طيب على السكر باعث
فسكران من خمرٍ ومن رشف ريقه ... وبينهما من سحر عينيه ثالث