ألفاظها وسهولة أغراضها، وأما إياسها فبما يعجز من امتثالها، ويبعد من منالها، والله يمتعك برياض الآداب تجتني أزهارها، وتنتقي خيارها.

ولأبي عمر في نزول الغيث بعد القحط: إن الله تعالى قضايا واقعة بالعدل، وعطايا جامعةً للفضل، ومنحاً يبسطها إذا شاء إنعاماً وترفيهاً، ويقبضها إذا أراد إلهاماً وتنبيهاً، ويجعلها لقوم صلاحاً وخيراً، ولآخرين فساداً وضيراً، {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته، وهو الولي الحميد} (الشورى: 28) .

وإنه كان من امتساك السقايا، وتوقف الحيا، ما ريع به الآمن، واستطير به الساكن، ورجفت الأكباد فزعاً، وذهلت الألباب جزعاً، وأذكت ذكاء حرها، ومنعت السماء درها، واكتست الرياض غبرةً بعد خضرةٍ، ولبست شحوباً بعد نضرة، وكادت برود الرياض تطوى، ومدود نعم الله تزوى، ثم نشر تعالى رحمته، وبسط نعمته، وأتاح منته، وأزاح محنته، فبعث الرياح لواقح، وأرسل الغمام سوافح، بماء دفق، ورواء غدق، من سماءٍ طبق، استهل جفنها فدمع، وسمح دمعها فهمع، وصاب وبلها فنقع، فاستوفت الأرض رياً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015