بها الأديب أبا مروان بن غصن من هوة العثار، وفككته من قبضة الإسار، فأحييته وهو مشفٍ على البوار، فإنها يد مسيح الكرام، ومبدعة حسنة الأيام، فلو كانت للمكارم صورة لكانت هذه الصنيعة كحل طرفها، أو كانت للجد روضة لكنت المستبد بطيب عرفها، أو لو نطقت ألسن الآداب لفدتك، أو أرسلت نخبة الثناء لما تعدتك، وإن كثير الشكر ليقل في جنب ما أسديت، وبالغه ليقصر عن الغاية التي لها تصديت، لأنك ضمنت حياة نفس، ونشرت دفين رمسٍ، فكأنك أحييت جميع الورى، ونشرت كلب مستودع في الثري، وأنى يقاوم هذا الصنيع، ولو تظاهر على فرضه الجميع، وعند الله كفاء ما أوليت من جميل الفعل، وجزاء ما أتيت في سبيل الفضل.

وله من أخرى على لسان البهار إلى ابن هود: أطال الله بقاء المقتدر بالله، مولاي وسيدي، ومعلي حالي ومقيم أودي، وأعذني من خيبة العناء وعصمني معه من إخفاق الرجاء، ولا اشمت بي عدواً من الرياض يناصبني، وحاسداً من النواوير يراقبني، وقد علم الورد موقع إمارتي، وغنى بلطيف إيمائي عن عبارتي، وإنها تحية الزهر حياك بها، وخبيئة ذخرها لك وأهلك لها، وقد أتيت في أواني، وحضرت وغاب أقراني، ولم أخل من خدمتك رتبتي ومكاني، ولم أعر من الحضور بين يديك نوبتي وزماني، وأنا عبد مطيع مسخر، ومملوك يتصرف مدبر، حقيق بأن يحسن إلي فأدنى، وجدير بأن تهتبل بي ولا أجفى، لأني سابق حلبة النوار، وأول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015