أخجلتني، وطوقتني من مننك التي ألجمتني، بالهدية السنية التي لا يزال الدهر ينثرها، وأيدي الثناء تنشرها، فكم من علقٍ نفيسٍ شافهني منها بلسان إلي نجوم السماء، ودان لها تفويت كل روضة غناء، وتحدث بها الكرم المحض، وأشاد بذكرها الثناء الغض، وحق لهدية أهداتها أناملك المستهلة السحائب، وجادت بها راحتك الثرة المواهب، أن يعنو لها القمران، ويحاسن بها زماننا كل زمان، فلو أن البحر عاينها طامياً لما ساجلك، والغمام شاهدها هامياً لاما طاولك.

وله من جواب على كتاب عتاب: المودات - أعزك الله - إنما تثبت دلائلها، وتصح مخيلها، بمضمرات الفؤاد، لا بمزورات المداد، وبمعتقدات الحقائق، لا بمعهودات البطائق، وفي علمه تعالى أني من الاعتداد بمجدك، والاعتلاق بحبل ودك، والإسناد إلى كرم عهدك، بمنزلةٍ لا يتعاطى إدراكها أحد، ولا تطول يد صفائي فيها يد، وفي نفسك النفسية من ذلك أعدل شاهد، وأصدق رائد.

وقد ورد كتابك ففضضته عن مثل عقارب لاسبةٍ، وسهام نافذة صائبة، من عتاب صدع قلبي، وفت في عضدي، وتقريع لم أقف ببابه، ولا جذبت بأسبابه، ومعاني العتاب - أعزك الله - إذا وردت على سليم منها، نزيه عنها، متحفظ من وقوعها، متحرز من جميعها، أساءت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015