إذا انْتَضَوْها بُروقاً صُيِّرَتْ سُحُباً ... يَسيلُ مِنْ جانِبَيْها عارِضٌ هَطِلُ

يَثْني حَديثُ الوَغى أعْطافَهُمْ طَرَباً ... كأنَّ ذِكْرَ المَنايا بَيْنَهُمْ غَزَلُ

كَمْ نارِ حَرْبٍ بِهِمْ شُبَّتْ وهُمْ سُحُبٌ ... وأرْضِ قَوْمٍ بِهِمْ فاضَتْ وهُمْ شُعَلُ

وقال الشاعر أبو الفرج البَبَّغاء شاعرُ اليتيمة:

يَسْعى إلى المَوْتِ والقَنا قِصَدٌ ... وخَيْلُه بالرؤوس تَنْتَعِلُ

كأنَّه واثِقٌ بأنَّ لَه ... عُمْراً مُقيماً وما لَه أجَلُ

والقنا قِصَدٌ: أي قِطَعٌ، والمفرد: قِصْدَة وهي: القِطعة من الشيء إذا انكسر

وقال آخر:

كأنَّ سُيوفَه صيغَتْ عُقوداً ... تَجولُ عَلى التَّرائِبِ والنُّحورِ

وسُمْرَ رِماحِه جُعِلَتْ هُموماً ... فَما يَخْطُرْنَ إلا في ضَميرِ

ومن كلام علي بن أبي طالب: رُبَّ حياةٍ سَببُها التَّعرُّضُ للموت، ورُبَّ منيَّةٍ سببُها طلبُ الحياة.

وبعد فإنّ عبقرياتِهم في الشجاعة والتمدُّح بها لا تكاد تُحصى كثرةً، وإنّ الناظرَ في الأدب العربيِّ ولا سيَّما المَنْظوم منه يتحقّق من أنّ الشجاعةَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015