المجامِر: المَباخِر، أي التي تُوضَعُ فيها النارُ والبخور ليُتَبَخَّرَ بِها ويُتَطَيَّب، والخَلوق: طيبٌ معروفٌ يُتّخذ من ألوانٍ شتّى من الطّيب، وقيل: الزّعفران

وقال أبو تمّام في مرثيَّته المشهورة لمحمد بن حميد الطوسي التي أوّلُها:

كَذا فَلْيَجِلَّ الخَطْبُ وَلْيَفْدَحِ الأمْرُ ... فلَيْسَ لِعَيْنٍ لَمْ يَفِضْ ماؤُها عُذْرُ

قال:

فتًى ماتَ بينَ الطَّعْنِ والضَّرْبِ ميتةً ... تَقومُ مَقامَ النَّصْرِ إذْ فاتَه النَّصْرُ

وما ماتَ حتّى ماتَ مَضْرِبُ سَيْفِه ... مِنَ الضَّرْبِ، واعْتَلَّتْ عَلَيْه القَنا السُّمْرُ

وقدْ كانَ فَوْتُ المَوْتِ سَهْلاً فَرَدَّه ... إليهِ الحِفاظُ المُرُّ والخُلُقُ الوَعْرُ

ونَفْسٌ تَعافُ العارَ حتّى كأنّما ... هُوَ الكُفْرُ يومَ الرَّوْعِ أوْ دونَه الكُفْرُ

فأثْبَتَ في مُسْتَنْقَعِ المَوْتِ رِجْلَه ... وقالَ لَها: مِنْ تَحْتِ أخْمَصِكِ الحَشْرُ

غَدا غُدْوَةً والحَمْدُ نَسْجُ رِدائِه ... فلَمْ يَنْصَرِفْ إلا وأكْفانُه الأجْرُ

تَرَدَّى ثِيابَ المَوْتِ حُمْراً فما دَجا ... لَها اللّيلُ إلا وهْيَ مِنْ سُنْدُسٍ خُضْرُ

قوله: تقوم مقامَ النصرِ: لأنّه قُتل قِتْلةَ بطلٍ شجاعٍ، إذْ لم يقتل حتّى تثَلَّمَ حدُّ سيفِه من شدَّة ما ضَرب به وحتّى تقصَّفتِ الرِّماحُ في يديه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015