وقال شاعر:
إذا كُنْتَ مَلْحِيّاً مُسيئاً ومُحْسِناً ... فَغِشْيانُ ما تَهْوى مِنَ الأمْرِ أكْيَسُ
ملحيّاً: مَلوماً، ومُسيئاً ومُحسناً: حالان
قالوا: مَنْ بَلَّغَك فقدْ شَتمَك. وفي هذا المعنى يقول شاعر:
لَعَمْرُك ما سَبَّ الأميرَ عدوُّه ... ولكِنَّما سَبَّ الأميرَ المُبَلِّغُ
وقيل لحكيم: فلانٌ عابك بكذا، فقال: لقد رأيتُك نَفَحْتَني بما استحى الرجلُ من استقبالي به.
قال سبحانه: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ، هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ} وقال بعضُهم لآخر: فلانٌ نمَّ بك، فقال: إنَّ فلاناً لو كان بينك وبين الله واسطةٌ لسعَى بكَ إليه. وقال السَّريُّ الرّفاء:
أنَمَّ بِما اسْتَوْدَعْتَه من زُجاجةٍ ... تَرى الشيَء فيها ظاهِراً وهْوَ باطِنُ
وقال العباس بن الأحنف:
أناسٌ أمِنَّاهُمْ فنَمّوا حديثَنا ... فلمّا كتَمْنا السِّرَّ عَنْهُمْ تَقوَّلوا
اغتاب أعرابيٌّ رجلاً، فالتفت فرآه، فقال لَوْ كان خيراً ما حضَرْتَه.