وقال مُسْعَرُ بنُ كِدام لابنه:
ولقَدْ حَبَوْتُك يا كِدامُ نَصيحَتي ... فاسْمَعْ لقولِ أبٍ عليكَ شفيقِ
أمّا المُزاحةُ والمِراءُ فدعْهُما ... خُلُقانِ لا أرْضاهما لصديقِ
ولقَدْ بلَوْتُهما فلَمْ أحْمَدْهما ... لِمُحاورٍ جارٍ ولا لرفيقِ
وقالوا: المُزاح سبابُ النُّوكى وقال عمر بن عبد العزيز: لا يكونُ المُزاح إلا من سَخَفٍ أو بَطَرٍ.
وقالوا: الغالب فيه واتِرٌ. والمغلوب ثائِر. وقال أبو نواس:
رُبَّما استُفْتِحَ بِالمَزْ ... حِ مَغاليقُ الحِمامِ
جاء في الأثر: إنّي لأمزح ولا أقول إلا حقّاً. . .
ومن مُزاحه صلوات الله ما رُوي: أنَّ عجوزاً من الأنصارِ أتته فقالت: يا رسولَ الله، ادْعُ لي بالمغفرة، فقال: أما علمت أنَّ الجنةَ لا يدخلها العجائزُ! فصَرَخَتْ، فتبسَّم رسولُ الله وقال: أما قرأتِ القرآن؟ {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً، عُرُباً أَتْرَاباً}
وأتته أخرى في حاجةٍ لزوجها فقال لها: ومَنْ زوجُك؟ فقالت فلان، فقال لها: الذي في عينه بياضٌ؟ فقالت: لا، فقال: بلى، فانصرفت عجلى إلى زوجها، وجعلت تتأمّل عينيه، فقال لها: ما شأنك؟ فقالت: