ولأنَّ المُزاحَ في الكثير الأعمِّ الأغلبِ مَدْرَجةُ البغضاءِ رأينا أنْ نوردَ هُنا صدراً من عبقرياتهم فيه.
قال الزَّبيدي شارح القاموس: المُزاح: المباسطةُ إلى الغير على جهة التلطف والاستعطاف دون أذيّة، حتى يَخرج الاستهزاءُ والسخرية. قال: وقد قال الأئمة: الإكثارُ منه والخروج عن الحدِّ مُخِلٌّ بالمروءةِ والوقار، والتنزُّه عنه والتقبُّض مخل بالسّنّة.
ويقال: مَزَحَ يَمْزَحُ مُزْحاً ومِزاحاً ومُزاحاً ومُزاحةً وقد مازحَه مُمازحةً ومِزاحاً، والاسم المزاح بالضَّمِّ والمُزاحةُ أيضاً.
جاء في الأثر: إياكَ والمُزاحَ فإنّه يذهبُ ببَهاءِ المُؤمنِ ويُسقط مروءَته ويجرُّ غضبَه.
وقالوا: المُزاح مجلبةٌ للبغضاء مثلبةٌ للبهاءِ مَقْطعةٌ للإخاءِ.
وقالوا: المُزاحُ أوّله فَرْحٌ وآخرُه تَرِحٌ، وهو نَقائِضُ السُّفهاءِ مِثْلُ نَقائضِ الشعراء.
وقالوا: لا تُمازِحْ صَغيراً فيجترِئْ عليك، ولا كبيراً فيحقدْ عليك