الشواهد العقلية
أولًا:
إن فطرة التدين أصيلة في الإنسان، وهذا أمر لا يقبل المراء بناءً على الشواهد التاريخية والواقعية. ومع أن علماء المقابلة بين الأديان على اختلاف مللهم متفقون على تأصل العقيدة الدينية في طبائع بني الإنسان، إلا أنهم لم يتفقوا على أصل الباعث لهذه العقيدة.
ولكن بالمناقشة الموضوعية نستطيع أن نقرر ما يلي: -
أ- اتجه الكثير من الباحثين في هذا الموضوع إلى القول بأن الأسطورة هي الباعث الأساسي على نزعة الإنسان إلى التدين، وهذه النظرة تجعل نزعة التدين نزعة طارئة تتكون في النفس البشرية بتأثير خارجي نتيجة سماع ثم تصديق مجموعة من الأساطير المتوارثة عبر الأجيال. ومن الواضح أن هذا الرأي لا يفسر النزعة الفطرية المتأصلة في النفس البشرية عند مختلف الشعوب والثقافات في جميع مراحل التاريخ البشري، وهو ما اتفق عليه مؤرخو الديانات والحضارات البشرية، كما أنه لا يعطي تفسيرا مقنعًا لذلك الأثر العجيب المتجدد الذي أحدثه الدين ولا يزال في تاريخ وواقع الأمم والشعوب.