أ-إن الأمور المتعلقة بما وراء المادة - الغيبيات - ليست مما يقع في حدود الحواس، فمن المنطقي ألاّ تكون تلك الحواس قادرة على إدراك ما يقع في ذلك المجال. كما أن العقل وهو يتمتع بقدرات محدودة ويتقيد بعاملي الزمان والمكان لا يستطيع أن يحيط علمًا بما هو خارج عن حدوده فضلًا عن أن يحيط بعلم ما لا حد له.
ب- إن صانع الآلة هو أدرى الناس بها. فالله تعالى هو صانع الكون وما فيه، وهو صانع الإنسان وخالقه، وعليه فإنه تعالى أعلم بخلقه وما يصلحهم،
كما أنه أعلم بنفسه وما غيّبه عن خلقه. وبناء على ذلك فإن أصدق خبر فيما يخص ذلك إنما يكون من الله تعالى كما قال تعالى: {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}