الحرام فكان الصوم سبباً للاتقاء عن محارم الله تعالى، وإليه الإشارة بقوله تعالى: "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (ومنها) أن فيه قهر النفس وكسر الشهوة لأن النفس إذا شبعت مالت إلى الشهوات. وإذا جاءت امتنعت عما تهوي (روي) ابن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجالاً" أخرجه الشيخان (?) {36}
.. فكان الصوم وسيلة إلى الامتناع عن المعاصي (ومنها) أن فيه كسر النفس وقهر الشيطان، فالشبع نهر في النفس يرده الشيطان والجوع نهر في الروح ترده الملائكة (ومنها) كونه موجباً للرحمة والعطف على المساكين فإن الإنسان إذا ذاق ألم الجوع والعطش في بعض الأوقات تذكر حال المسكين في عمومها فيسارع إلى رحمته ومواساته بما يمكن من ذلك وبه ينال حسن الجزاء من الله تعالى.
(ومنها) ما يترتب على الصوم من رياضة النفس وراحة أعضاء الجهاز الهضمي شهراً من السنة لتقوى وتقوم بما خلقت له خير قيام. ولذا أباح الشارع الفطر لمن لا يلائمه الصوم كالمريض والمسافر. وهذه الحكم إنما تظهر ثمرتها لمن يعتدل في الطعام والشراب ويتحلى بالآداب الشرعية في الصيام. ثم الكلام ينحصر في سبعة فصول.