وينضم إلى ذلك اشتغالهم بشرب نحو القهوة والشاي. ومن المعلوم أن هذه الأمور كلها منكرات مخالفة لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح، مضادة للشريعة المطهرة، ولا سيما قراءة القرآن في الأماكن القذرة والطرق وحال شرب الدخان الذي تنفر منه الملائكة وكل من له طبع سليم من الآدميين. كيف يرتكب العاقل شيئا مما ذكر. وقد ورد في الفرقان والتوراة أنه يلزم المستمع كلام الله تعالى أن يكون في غاية الأدب والخشوع متدبرا ما يتلى عليه ليعمه الله بالرحمة والإحسان.
قال تعالى: "وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون" (?). وقال تعالى: "أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها" (?).
(وقال) في التوراة: يا عبدي أما تستحي مني إذا يأتيك كتاب من بعض إخوانك وأنت في الطريق تمشي فتعدل عن الطريق وتقعد لأجله وتقرأه وتتدبره حرفا حرفا حتى لا يفوتك منه شيء. وهذا كتابي أنزلته إليك أنظره كم فصلت لك فيه من القول وكم كررت فيه عليك لتتأمل طوله وعرضه ثم أنت معرض عنه أو كنت أهون عليك من بعض إخوانك؟ يا عبدي يقصد إليك بعض إخوانك فتقبل عليه بكل وجهك وتصغي إلى حديثه بكل قلبك. فإن تكلم متكلم أو شغلك شاغل في حديثه، أومأت إليه أن كف. وهأنذا مقبل عليك ومحدث لك وأنت معرض بقلبك عني. أفجعلتني أهون عندك من بعض إخوانك (?)؟ (وأيضا) فإن شرب الدخان في ذاته حرام فضلا عن تعاطيه في مجلس القرآن.
(ووجه) حرمته أنه مضر بالصحة بإخبار منصفي الأطباء. ولا خلاف في تحريم تعاطي المضر. وقد صار ضرره محققا محسوسا مشاهدا بمن يتعاطاه في بصره وأسنانه وقلبه ورئتيه وأعصابه ... كل ذلك فضلا عن إضاعة المال