لفراقه أكثر. وهذا إذا لم ير منهم جزع شديد وإلا قدمت لتسكينهم وتسليتهم وتكره تنزيها بعد الثلاثة لأن المقصود منها تسكين قلب المصاب، والغالب سكونه بعد الثلاثة فلا يجدد له الحزن إلا أن يكون المعزى أو المعزى غائبا فلا بأس بالتعزية بعد الثلاث. والحاضر الذي لم يعلم الموت كالغائب. والظاهر امتدادها بعد القدوم والعلم ثلاثة أيام (وقال) بعض الشافعية: لا حد لوقتها. وقيل: إنه يعزي قبل الدفن وبعده في رجوعه إلى منزله، ولا يعزي بعد وصوله المنزل (?).
... (4) لفظ التعزية:
تحصل التعزية بأي لفظ يتسلى به المصاب ويحمله على الصبر، والأفضل كونها بالوارد (ومنه) ما في حديث معاذ بن جبل أنه مات ابن له فكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم يعزيه: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل. سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو (أما بعد) فأعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر ورزقنا وإياك الشكر، فإن أنفسنا وأموالنا وأهلنا من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة متع بها إلى أجل معدود ويقبضها لوقت معلوم، ثم افترض علينا الشكر إذا أعطى والصبر إذا أبتلى، وكان ابنك من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة متعك الله به في غبطة وسرور وقبضه منك بأجر كثير: الصلاة والرحمة والهدى إن احتسبته، فأصبر ولا يحبط جزعك أجرك فتندم، وأعلم أن الجزع لا يرد ميتا ولا يدفع حزنا وما هو نازل فكأن قد والسلام" أخرجه الحاكم وقال: غريب حسن وابن مردويه والطبراني في الكبير والأوسط وفيه مجاشع بن عمرو ضعيف (?). {70}