فقالت: وما تُبالى أنت بمصيبتي؟ فقيل لها: هذا النبي صلى الله عليه وسلم فأتته فلم تجد على بابه بوابين فقالت يا رسول الله لم أعرفك. فقال: " إنما الصبر عند الصدمة الأولى " أخرجه الخمسة وأبو نعيم والطبرانى والبيهقى (?) {10}

أي لا يكون الصبر الكامل المترتب عليه الثواب العظيم والأجر الجزيل إلا عند أول نزول المصيبة بخلاف ما كان بعد ذلك فإنه بمرور الأيام يسلو

(وفائدة) جواب المرأة بذلك أنها لما جاءت بين لها أن حق هذا الصبر أن يكون في أول الحال، فهو الذي يترتب عليه الثواب الكامل.

(وجوابه) صلى الله عليه وسلم بهذا عن قولها " لم أعرفك " من قبيل الأسلوب الحكيم كأنه قال لها: أدعى الاعتذار فآني لا أغضب لغير الله تعالى. وتحلى بما فيه سعادتك في الدارين وإنما يكون ذلك بالصبر والرضا بقضاء الله وقدره ولا سيما عند مفاجأة المصيبة. وقد ورد في فضل الصبر أحاديث كثيرة (منها) حديث آبى هريرة قال: " جاءت امرأة بها آلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ادع لي فقال: إن شئتِ صبرتِ ولا حساب عليك. قالت بلى، أصبر وَلا حساب علىَّ " أخرجه البزار بسند حسن وأحمد وابن حبان بسند رجاله رجال الصحيح خلا محمد ابن عمرو وهو ثقة وفيه ضعف (?) {11}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015