(هـ) وكذا تمنع المبالغة فى سعة الثياب كالفرجيات، لما فيه من الإسراف المنهى عنه (قال) ابن الحاج فى المدخل: وينبغى للعالم أن يتحفظ فى نفسه بالفعل، وفيمن يجالسه بالقول، من هذه البدعة التى يفعلها كثير ممن ينسب إلى العلم فى تفصيل ثيابهم من طول الكم واتساعه الخارج عن سبيل الشريعة فيقعون بسببه فى المحذور، لأن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن إضاعة المال (وقد) روى الإمام مالك فى موطئه أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: إزرة المسلم إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين. ما أسفل من ذلك ففى النار. ما أسفل من ذلك ففى النار. لا ينظر الله يوم القيامة الى من جر إزاره بطرا (?) {174}.

(فهذا) نص صريح منه عليه الصلاة والسلام على أنه لا يجوز للإنسان أن يزيد فى ثوبه ما ليس فيه حاجة إليه، إذ أن ما تحت الكعبين ليس للإنسان به حاجة. فمنعه منه وأباح ذلك للنساء، فلها أن تجر مِرْطَها خلفهاً شبرا أو ذراعا للحاجة الداعية إليه وهى التستر والإبلاغ فيه، إذ المرأة كلها عورة إلا ما استثنى (وكره) الإمام مالك للرجل سعة الثوب وطوله عليه، ذكره ابن يونس.

(وحكى) الإمام ابو بكر محمد بن الوليد الطرطوشى فى كتابه " سراج الملوك والخلفاء " أنه لما دخل محمد بن واسع سيد العُبَّاد فى زمانه على بلال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015