(وبعضهم) يعتمد في معرفة سارق الشيء على آخر يسمى صاحب المندل، وطريقته أن يوضع الفنجان مملوءاً ماءً على كف شخص مخصوص في كفه تقاطيع مخصوصة. ويكون ذلك في يوم معلوم من أيام الأسبوع، ثم يأخذ العراف في التعزيم والهمهمة بكلامٍ غير مفهوم، وينادي بعض الجن ليأتوا بالمتهم السارق. وبعد برهة تظهر خيالاتٍ في الفنجان ذاهبة وآيبة، فيوهم العراف من حوله أن المتهم قد ظهر.
(وبعضهم) يضع القلة على كف آخر ويتمتم بما شاء فيسير حاملُ [القلة إلى مكان الشيء الضائع، فيتوهم الحاضرون أن عامل المندل يعلم ما خفي، وهو بهتان عظيم. ولعمري إن كان هذا حقا فلم أتعبت الحكومات أنفسهم في معرفة المسروق وتبين الظالم من المظلوم؟ ولم لم تلجأ في تبين حقائق الأمور إلى هؤلاء الدجالين الذين يأكلون أموال الناس بالباطل؟ مع أن سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم لم يدع هذا المقام لنفسه بل كان يحكم بالظاهر ويكل السرائر إلى الله: "ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخيرِ وما مسني السوء" (?).
(وعن) أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما أنا بشر مثلكم وإنكم تختصمون إليَّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعضن فأقضي له بنحو ما أسمع، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه شيئاً، فلا يأخذه، فإنما اقطع له قطعةً من النار. أخرجه مالك والخمسة (?) {341}.
4 - استخارة الورق (الكوتشينة):
وهي لا تخرج عن سابقتها، غير أن صاحب الحاجة يعطي ورقتين