وقد قامت الأدلة العقلية والنقلية على وجوب الإرادة لله تعالى، وأنه لا يقع في الكون إلا ما أراده رب العالمين وكيف وهو الذي يقول (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة) (68) القصص. وتقدم أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقول "ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن" (?) (ومنشأ) خطئهم التسوية بين المشيئة والإرادة وبين المحبة والرضا.
(فقالت) الجبرية: الكون كله بقضائه وقدره، فهو محبوب مرضي.
(وقالت) القدرية: ليست المعاصي محبوبة ولا مرضية الله تعالى، فليست مقدرة ولا مقضية فهي خارجة عن مشيئته وخلقه (وقد دل) على الفرق بين الإرادة والرضا الكتاب والسنة والفطرة الصحيحة. قال تعالى (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) (13) سورة السجدة. وقال تعالى (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟ ) (99) سورة يونس وقال (وما تشاءون إلا أن يشاء الله، إن الله كان عليما حكيما) (30) سورة الإنسان. وقال (من يشاء) (الله يضلله، ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) (39) سورة الأنعام. وقال (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام، ومن يردن أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) (125) سورة الأنعام. وقال (ذو العرش المجيد (15) (فعال لما يريد) (16) سورة البروج وقال (والله لا يحب الفساد) (205) البقرة. وقال (ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم) (7) سورة الزمر.