إِلى المصَلَّى ليَسْتَسْقى، وأَنه لما أَرَادَ أَنْ يَدْعُو استقبل القِبْلَةَ ثم حَوَّل رِدَاءَهُ أَخرجه الشيخان وأَبو داود (?) {167}. وفى رواية: خَرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلى المصَلَّى فاسْتَسْقَى وحَوَّلَ رِدَاءَه حين اسْتَقْبَلَ القِبْلَة.
(وحِكْمة) التَّحْويل التَّفَاؤل بأَنَّ الله تعالى يُحَوِّلُ الحالَ من الجدبِ والقَحْطِ إِلى الرخاءِ والْخِصْب " فقد " رَوَى جعفر بن مُحمد عن أَبيه قال: اسْتَسْقَى رسولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحَوَّل رِدَاءَهُ ليتَحَوَّل القَحْطُ. أَخرجه الدارقطنى مرسلاً، والحاكم عن جابر بن عبد الله وقال هذا حديثٌ صحيحٌ الإِسناد (?) {168}.
(قال) أَبو مُحمد عبد الله بن قدامة: ويُسْتَحَبُّ تحويل الرِّدَاءِ للإِمام والمأْموم فى قول أَكثر أَهل الْعِلم (وقال) أَبو حنيفة، لا يُسَنَّ لأَنَّهُ دعاءٌ، فلا يُسْتَحَبُّ تحويل الرِّدَاءِ فيه كسائر الأَدْعِية. وسُنَّة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أَحَقَّ أَنْ تُتَّبَع (وحكى) عن سعيد بن المسيب وعروة والثورى أَنَّ تحويل الرِّدَاءِ مختصٌّ بالإِمام دون المأْموم. وهو قول الليث وأَبى يوسف ومُحمد بن الحسن، لأَنَّهُ نقِلَ عن النبىَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم دون أَصحابه (ولنا) أَنَّ ما فعله النبى صلى الله عليه وسلم يَثْبُت فى حَقِّ غيره ما لم يَقُمْ على اخْتِصَاصِه به دَلِيلٌ. كيف وقد عُقِلَ المعْنَى فى ذلك وهو التفاؤل بقَلْبِ الرِّدَاءِ ليقلب الله ما بِهم من الجدْبِ إِلى الخِصْبِ، وقد جاءَ ذلك فى بعض الحديث (?).