ما تبتغون من أمر الآخرة. ومن يصلح الذى بينه وبين الله من أمر السر والعلانية لا ينوى بذلك إلا وجه الله، يكن له ذكراً فى عاجل امره، وذخراً فيما بعد الموت حين يفتقر المرء إلى ما قدم. وما كان مما سوى ذلك يود له أن بينه أمداً بعيداً، وبحذركم الله نفسه، والله رءوف بالعباد. هو الذى صدق قوله وأنجز وعده لا خلف لذلك، فإنه يقول تعالى: {مَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ}. واتقوا الله فى عاجل أمركم وآجله فى السر والعلانية. فإنه {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً}، {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}. وإن تقوى الله توقى مقته وتوقى عقوبته وسخطه.
وإن تقوى الله تبيض الوجه، وترضى الرب، وترفع الدرجة. فخذوا بحظكم ولا تفرطوا فى جنب الله، فقد علمكم الله كتابة، ونهج لكم سبيله، ليعلم الذين دقوا وليعلم الكاذبين. فأحسنوا كما أحسن الله إليكم، وعادوا أعداءه، وجاهدوا فى الله حق جهاده، هو اجتباكم وسماكم المسلمين " ليهلك من هلك عن بينة ويحيى منحى عن بينة " ولا حول ولا قوة إلا بالله، فأكثروا ذكر الله، واعلموا لما بعد الموت، فإنه من اصلح ما بينه وبين الله يكفيه ما بينه وبين الناس، ذلك بأن الله يقضى عل الناس ولا يقضون عليه، ويملك من الناس ولا يملكون منه، الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
(قال) ابن كثير فى البداية: هكذا أوردها ابن جرير. وفى السند إرسال (?). [210].