(وقال) عبد الله بن أبى ملكية: غدوت على ابن عباس ذات يوم قال: مانمت الليلة حتى أصبحت، قلت: لم؟ قال: قالوا طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت ان يكون الدخان قد طرق، فما نمت حتى أصبحت. اخرجه ابن جرير وابن كثير وقال: وهذا اسناد صحيح (?) {7}.

(وقال) ابن مسعود: انه ليس من الآيات الكبرى، بل هو عبارة عما أصاب قريشا من الجهد والجوع حتى أكلوا العظام والميتة، وجعلوا يرفعوا أبصارهم الى السماء، فلا يرون الا الدخان اجابة لدعاء النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعليهم بسنين كسنى يوسف لابائهم اتباعه. ولكن الراجح الاول للاحاديث المرفوعة الصحاح والحسان التى فيها مقنع ودلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة، وهو ظاهر القرآن. قال تعالى: (فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين) أى بين واضح يراه كل أحد. وعلى ما فسر به ابن مسعود رضى الله عنه انما هو خيال رأوه فى اعينهم من من شدة الجوع والجهد، وهكذا قوله تعالى: (يغشى الناس) أى يتغشاهم ويعيهم ولو كان امرا خياليا يخص أهل مكة المشركين، لما قيل فيه (يغشى الناس) (?).

(وقال النووى) فى شرح حديث " لن تقوم الساعة حتى يكون عشر آيات " (تقدم رقم 64): هذا الحديث يؤيد قول من قل: ان الدخان دخان يأخذ بأنفاس الكفار، ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام، وانه لم يأت بعد، وانما يكون قريبا من قيام الساعة، وبه قال حذيفة وابن عمر والحسن، وراوه حذيفة عن النبى صلى الله عليه وعلى سلم، وانه يمكث فى الارض اربعين يوما. ويحتمل أنهما دخانان، للجمع بين الآثار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015