الحرام, وهدم قبة زمزم, وأمر بقلع باب الكعبة, ونزع كسوتها عنها وشققها بين أصحابه .... » (?) , وقد حدد بعض العلماء عدد من قتل بثلاثة عشر ألف نسمة وقيل: زهاء الثلاثين ألفًا (?) وكان ذلك سنة 317هـ.

وأما متى ظهر مذهب الباطنية فاختلف العلماء في ذلك, فبعضهم قال سنة 205هـ, والبعض الآخر يرى سنة 250 هـ, ونتيجة للسرية المفروضة على أتباع هذا المذهب يتعذر التحديد الدقيق لزمن ظهورهم, وإن كانت أقوال العلماء تترجح ما بين سنة 200هـ, أي بعد انتشار الإسلام وإعزاز أهله, وانطفاء نار المجوسية واندحار اليهودية, واندثار الأصنام الوثنية, وانهزام الأمة الصليبية, فأكل الحسد قلوب الخارجين عن الإسلام من هذه الأمم المهزومة, وبدؤوا يخططون في الخفاء بطريقة ينفسون فيها عن أحقادهم للطعن في الإسلام وأهله, ورفع راية

الشيطان وحزبه, فاتخذوا لهذا الهدف الدنيء عدة أقنعة تستروا بها لتحقيق ما يهدفون إليه منها:

1 - اعتمادهم على تأويل النصوص تأويلات تنافي ما يقرره الإسلام ويأمر به.

2 - إظهار مذهب التشيع لعلمهم بأن مذهب التشيع يحتمل كلامهم, إذ لم يجدوا مدخلاً إلى الإسلام إلا من جهة إظهار التشيع والانتساب إلى المذهب الشيعي, وقد تم تأسيس هذا المذهب فيما يذكر الغزالي كما يلي: «تم في اجتماع لقوم من أولاد المجوس والمزدكية من الثنوية الملحدين, وطائفة كبيرة من ملاحدة الفلاسفة المتقدمين -زاد الديلمي- وبقايا الخرمية واليهود .. جمعهم نادو شنو (?) في حيلة يدفعون بها الإسلام» وقالوا: إن محمدًا غلب علينا, وأبطل ديننا, واتفق له من الأعوان ما لا نقدر على مقابلتهم, ولا مطمع لنا في نزع ما في أيدي المسلمين من المملكة بالسيف والحرب, لقوة شوكتهم وكثرة جنودهم, وكذلك لا مطمع لنا فيهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015