ولما هلك رجار سنة 548هـ بعد أن ملك ما بين المهدية وطرابلس ما عدا قابس خلفه في الحكم ابنه غاليالم وسمى نفسه رجار الثاني, فقويت شوكته في الشمال الإفريقي, ودخلت قابس في طاعته, وكان شديد الوطأة على المسلمين, فملوا حكمه, وسئمت نفوسهم تحت حكمه, وتشجعوا مع ظهور دعوة الموحدين في إفريقية وقربهم من المهدية.

وبدأت الثورة المسلحة ضد غاليالم في صفاقس, وانتشرت في البلاد الساحلية, ووصلت إلى نواحي طرابلس, وقد خاف غاليالم أن يتصل الطرابلسيون بالثورة فأحدث فتنة بين الأهالي لتلهيهم عن التفكير في الثورة, وعن الاتصال بالموحدين وطلب من أهالي طرابلس أن يشتموا الموحدين, فامتنع أهل طرابلس ولجأوا إلى القاضي أبي الحجاج, وكلفوه بأن يفهم غاليالم بأن طلبه هذا يخالف الدين وتمكن القاضي من إقناعه بإعفائهم من طعن الموحدين وشتمهم.

ودفعت معاملة غاليالم الطرابلسيين للثورة ضده بسبب ظلمه وتعسفه, فقاد رافع ابن مطروح الثورة ضده وتحررت طرابلس عام 553هـ من حكم النصارى, وأصبح رافع بن مطروح حاكمًا على طرابلس لما له من جاه ومكانة عند أهل طرابلس, ومع امتداد دعوة الموحدين في الشمال الإفريقي دخلت طرابلس في طاعة عبد المؤمن بن علي زعيم الموحدين, وكان ذلك في سنة 555هـ (?).

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015