ليؤجج به نار الفتنة ويزيدها ضراماً وشدة واخذ يحرضهم على القتال ويغري بعضهم ببعض (?).

وبعد عام ارتحل تيمورلنك بجيشه الأخضر واليابس وترك وراءه البلاد على اسوأ حال من الدمار والخراب والفوضى (?).

لقد كانت هذه المرحلة في تاريخ الدولة العثمانية مرحلة اختبار وابتلاء سبقت التمكين الفعلي المتمثل في فتح القسطنطينية، ولقد جرت سنة الله تعالى ألا يمكن لأمة إلا بعد أن تمر بمراحل الاختبار المختلفة، وإلا بعد أن ينصهر معدنها في بوتقة الأحداث، فيميز الله الخبيث من الطيب، وهي سنة جارية على الأمة الاسلامية لا تتخلف. فقد شاء الله -تعالى- أن يبتلي المؤمنين، ويختبرهم، ليمحص إيمانهم، ثم يكون لهم التمكين في الأرض بعد ذلك.

وابتلاء المؤمنين قبل التمكين أمر حتمي من أجل التمحيص، ليقوم بنيانهم بعد ذلك على تمكين ورسوخ قال تعالى: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} (سورة العنكبوت: آية 2،3).

"الفتنة: الامتحان بشدائد التكليف من مفارقة الأوطان، ومجاهدة الاعداء وسائر الطاعات الشاقة، وهجر الشهوات وبالفقر والقحط وأنواع المصائب في الأنفس والأمور، ومصابرة الكفار على أذاهم وكيدهم" (?).

قال ابن كثير -رحمه الله-: (والاستفهام في قوله تعالى: {أحسب الناس} إنكاري ومعناه: أن الله سبحانه لابد أن يبتلي عباده المؤمنين بحسب ماعندهم من الإيمان) (?) كما جاء في الحديث الصحيح: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل،: يبتلي الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء (?).

ولقد بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الابتلاء صفة لازمة للمؤمن، حيث قال: "مثل المؤمن كمثل الزرع لاتزال الريح تميله ولايزال المؤمن يصيبه البلاء، ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015