لقد فرحت الدول النصرانية في الغرب بنصر تيمورلنك وهزها الطرب لمصرع بايزيد وماآلت إليه دولته من التفكك والانحلال وبعث ملوك انجلترا وفرنسا وقشتالة وامبراطور القسطنطينية الى تيمورلنك يهنئونه على ما احرزه من النصر العظيم والظفر المجيد واعتقدت أوروبا انها قد تخلصت الى الابد من الخطر العثماني الذي طالما روعها وهددها (?).

واستولى تيمورلنك بعد هزيمة بايزيد على ازنيق وبروسة وغيرها من المدن والحصون ثم دك اسوار ازمير وخلصها من قبضة فرسان رودس (?) (فرسان القديس يوحنا)، محاولاً بذلك أن يبرر موقفه أمام الرأي العام الاسلامي الذي أتهمه بأنه وجه ضربة شديدة الى الاسلام بقضائه على الدولة العثمانية وحاول تيمورلنك بقتاله لفرسان القديس يوحنا أن يضفي على معارك الأناضول طابع الجهاد (?).

كما أعاد تيمورلنك أمراء آسيا الصغرى الى أملاكهم السابقة، ومن ثم استرجاع الامارات التي ضمها بايزيد لاستقلالها كما بذر تيمور بذور الشقاق بين أبناء بايزيد المتنازعين على العرش (?).

سابعاً: الحروب الداخلية:

لقد تعرضت الدولة العثمانية لخطر داخلي تمثل في نشوب حرب أهلية في الدولة بين أبناء بايزيد على العرش واستمرت هذه الحرب عشر سنوات (806 - 816هـ/1403 - 1413م) (?).

كان لبايزيد خمسة أبناء اشتركوا معه في القتال، أما مصطفى فقد ظن أنه قتل في المعركة، أما موسى فقد أسر مع والده ونجح الثلاثة الآخرون في الفرار. أما أكبرهم سليمان فقد ذهب الى أدرنة وأعلن نفسه سلطاناً هناك، وذهب عيسى الى بروسة وأعلن للناس أنه خليفة أبيه، ونشبت الحرب بين هؤلاء الأخوة الثلاثة يتنازعون بينهم اشلاء الدولة الممزقة والأعداء يتربصون بهم من كل جانب. ثم اطلق تيمورلنك الأمير موسى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015