137. لقد ترتب عن ابتعاد الأمة عن شرع ربها آثار خطيرة، كالضعف السياسي، والحربي، والاقتصادي، والعلمي، والأخلاقي، والاجتماعي وفقدت الأمة قدرتها على المقاومة، والقضاء على أعدائها، فاستعمرت، وغزيت فكرياً، نتيجة لفقدها لشروط التمكين وابتعادها عن أسبابه المادية والمعنوية وجهلها بسنن الله في نهوض الأمم وسقوطها.

قال تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} (سورة الأعراف، الآية: 196).

138.إن هذا المجهود المتواضع قابل للنقد والتوجيه وماهي إلا محاولة متواضعة هدفها معرفة عوامل نهوض الأمة وأسباب سقوطها وبيني وبين الناقد قول الشاعر:

إن تجد عيباً فسد الخللا

جلّ من لاعيب فيه وعلا

وأسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يتقبل هذا الجهد قبولاً حسناً وأن يبارك فيه وأن يجعله من أعمالي الصالحة التي أتقرب بها إليه وأن لايحرم اخواني الذين أعانوني على اكماله من الأجر والمثوبة وأختم هذا الكتاب بقول الله تعالى: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولاتجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}.

وبقول الشاعر:

أنا الفقير إلى رب البريات

أنا المسكين في مجموع حالاتي

أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي

والخير أن يأتينا من عنده يأتي

لا استطيع لنفسي جلب منفعة

ولاعن النفس لي دفع المضرّات

والفقر لي وصف ذات لازم أبداً

كما الغنى أبداً وصف له ذاتي

وهذه الحال حال الخلق أجمعهم

وكلهم عنده عبد له آتي

" سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك "، ... " وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015