124. تحركت الصهيونية العالمية، لتدعيم أعداء السلطان عبد الحميد، وهم المتمردون الأرمن، والقوميون البلقان، وحركة حزب الاتحاد والترقي، والوقوف مع كل حركة انفصالية عن الدولة العثمانية.
125. استطاعت جمعية الاتحاد والترقي أن تعزل السلطان عبد الحميد الثاني عن الحكم وقد تحصلت على دعم من الدول الأوربية، واليهود والمحافل الماسونية للوصول إلى هذا الهدف.
126. كانت جمعية الاتحاد والترقي لاتستطيع مقاومة الحلفاء بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، واضطر زعماؤها إلى الفرار إلى المانيا وروسيا.
127. استطاع الانجليز واليهود أن يدفعوا بمصطفى كمال نحو زعامة الدولة العثمانية وقام الأخير بتنفيذ مخططاً مرسوماً انتهى بتحقيق شروط كرزون الأربع وهي: قطع كل صلة لتركيا بالإسلام، إلغاء الخلافة الإسلامية إلغاءً تاماً، إخراج الخليفة وأنصار الخلافة والإسلام من البلاد، ومصادرة أموال الخليفة، اتخاذ دستور مدني بدلاً من دستور تركيا القديم.
128. عمل مصطفى كمال على سلخ تركيا من عقيدتها واسلامها، وحارب التدين، وضيق على الدعاة، ودعا إلى السفور والاختلاط، إلا أن صوت الحق في تركيا قاوم العلمانية بشدة وطهرت حركة سعيد النورسي وحزب السلامة الذي أصبح فيما بعد حزب الرفاه ولازال الصراع بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والرشد والغي، على أشده في تركيا.
129. إن أسباب سقوط الدولة العثمانية كثيرة جامعها هو الابتعاد عن تحكيم شرع الله تعالى الذي جلب للأفراد والأمة تعاسة وضنكاً في الدنيا، وإن آثار الابتعاد عن شرع الله ظهرت في وجهتها الدينية، والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية.
130. إن انحراف سلاطين الدولة العثمانية المتأخرين عن شرع الله وتفريط الشعوب الإسلامية الخاضعة لهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أثر في تلك الشعوب، وكثرة الاعتداءات الداخلية بين الناس، وتعرضت النفوس للهلاك، والأموال للنهب، والأعراض للاغتصاب بسبب تعطل أحكام الله فيما بينهم، ونشبت حروب وفتن، وبلايا تولدت على أثرها عداوة وبغضاء لم تزل عنهم حتى بعد زوالهم.