الجامعة الاسلامية تستتبع بالتالي بمهاجمة الدولة العثمانية حتى تتفرق الوحدة التي تجمع من حولها الدول الاسلامية لتواجه النفوذ الاستعماري الزاحف الذي قد رسم مخططه على أساس التهام هذه الوحدات والحيلولة دون إلتقائها مرة أخرى في أي نوع من الوحدة ليستديم سيطرته عليها (?)؛ فاتخذوا لذلك عدة أعمال أساسية:

1. تعميق الدعوات الاقليمية والخاصة بالوطنية والأرض والأمة والعرق.

2. خلف جو فكري عام لمحاربة الوحدة الاسلامية وتصفيتها.

وكل هذا مقدمة لإلغاء الخلافة العثمانية نهائياً وبالتعاون مع الصهيونية العالمية (?) ويهود الدونمة وأذنابهم من جمعيات تركيا الفتاة، والاتحاد والترقي، ... سياسة التودد والاستمالة!

انتهج السلطان عبد الحميد الثاني سياسة التودد الى الشخصيات ذات النفوذ في الأوساط الشعبية في مختلف البقاع، فهو من ناحية كان يظهر أحترامه لأهل العلم، ويعلي من قدرهم، ومن أجل ذلك جعل مجلس المشايخ، ورتب رواتب أعضائه، وكان حسن النية مع مرشديهم، وكان أرباب العلم ذوي رتب عالية عنده، وكان يتودد الى الشخصيات المهمة والتي تشجع وتقف مع فكرة الجامعة الاسلامية، مثل (مصطفى كامل باش) في مصر، ويعفو عن أخطاء البارزين -إذا كانوا يحسنون النية معه، ماداموا مقتنعين ومساندين لفكرة الجامعة الاسلامية- مثل (نامق كمال).

وكان يختار بعض طلاب مدرسة العشائر العربية من أبناء العائلات الأصيلة العريقة ذات النفوذ والسطوة والسمعة الطيبة من أبناء زعماء العرب. وقد توسعت هذه المدرسة فيما بعد وأخذت من أبناء الأكراد والألبان وحرص على الاتصال بزعماء وشيوخ وأمراء قبائل العرب بواسطة الرسائل والرسل لتقوية روابط الود والمحبة والأخوة الاسلامية، وكان على معرفة تامة بعمل الانجليز الذين اتصلوا بالشيوخ مثل (شريف مكة) و (الشيخ حميد الدين) في اليمن، وشيخ عسير وبعض شيوخ من أجل تحريضهم على الدولة العثمانية وتشجيعهم بالخروج على طاعة الخليفة، والانفصال عن الدولة العثمانية.

وعمل على إبطال مخططات الانكليز ومؤامراتهم الخبيثة، ولم يتوان عن حجز من يشك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015