بعض المدن التابعة للعثمانيين ومنها "تيرنوه" و"نيقولبلي بل" التي تقع في بلغاريا حالياً كما استولى الروس على بعض النقاط المهمة والمعابر المؤدية الى البلقان، وقام السلطان عبد الحميد بتغيير كبير في قيادات الجيوش العثمانية للتصدي للغزو الروسي، وقد حاول الروس الاستيلاء على مدينة (بلفنه) التي تقع في بلغاريا حالياً وهي من أهم المعابر الى البلقان، ولكن القائد العثماني الشجاع الغازي (عثمان باشا) تصدى لهم بكل شجاعة، فردهم على أعقابهم منهزمين، فأعادوا الهجوم مرة أخرى بقوات أكثر كثافة ومع ذلك نجح ذلك القائد العثماني الفذ في التصدي للروس مرة أخرى، مما جعل السلطان العثماني يصدر مرسوماً خاصاً في الثناء على ذلك القائد (?).

وأمام هذا الصمود حاول الروس التغيير من سياستهم في الاستيلاء على هذه المدينة واتبعوا سياسة الحصار لها، وحاولوا منع الإمدادات من الوصول الى الجيوش العثمانية فيها، وفي الوقت نفسه عززوا قواتهم وحضر القيصر الروسي بنفسه على المعركة القادمة وانضم أمير رومانيا الى روسيا وكان معه 100 ألف مقاتل، فأصبحت الكفة العسكرية في صالح الروس، حيث تجاوز عددهم 150 ألف مقاتل ففرضوا حصاراً على ثلاثة خطوط على القوات العثمانية، ومع هذا فإن العثمانيين المحاصرين بقيادة عثمان باشا صمدوا صمود الابطال، ورغم أن عددهم كان قرابة 50 ألف مقاتل، فإنهم لم يكتفوا بذلك الصمود، بل أعدوا خطة رائعة لهجوم معاكس على خطوط العدو المحاصر لهم طالبين بذلك إما النصر وفك الحصار عنهم أو الشهادة.

وقاد عثمان باشا قواته التي انحدرت على الأعداء وهم يهللون ويكبرون، فسقطت أعداد منهم شهداء على أيدي قوات الروس، ومع ذلك فقد تمكنوا من اختراق الخط الأول للمحاصرين والخط الثاني، واستولوا على المدافع فيه، وأصيب القائد عثمان باشا ببعض الجراح عند الخط الثالث فسرت إشاعة قوية بين جنده باستشهاده ففت ذلك في عضدهم، وحاولوا الرجوع الى المدينة، ولكن بعض قوات الروس أصبحت بداخلها، وبذلك أصبح الجند العثمانيون في العراء بين نيران العدو المختلفة، فأضطروا الى الاستسلام للقوات الروسية. وكان ذلك في عام 1294هـ أواخر سنة 1877م، وقد سلم القائد العثماني نفسه وهو جريح الى الروس الذين كانوا معجبين به ويشيدون بشجاعته وإقدامه (?)، حتى أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015