هذا الدستور، كان البرلمان يتكون من مجلسين: مجلس النواب أو المبعوثان ثم مجلس الأعيان أو الشيوخ (?).
وقد تعرض السلطان عبد الحميد في بداية حكمه الى استبداد الوزراء واشتداد سياستهم التغريبية بقيادة جمعية العثمانيين الجدد والتي كانت تضم النخبة المثقفة التي تأثرت بالغرب والتي استطاعت الأيدي الماسونية تجندهم لخدمة أهدافها، وقد بلغ من استبداد الوزراء بالحكم، أن كتب مدحت باشا، وهو في مقام الرئاسة لنخبة العثمانيين الجدد، الى السلطان عبد الحميد في أول عهده بالعرش (1877م): (لم يكن غرضنا من إعلان الدستور إلا قطع دابر الاستبداد، وتعيين مالجلالتكم من الحقوق وما عليها من الواجبات، وتعيين وظائف الوزراء، وتأمين جميع الناس على حريتهم وحقوقهم، حتى تنهض البلاد الى مدارج الارتقاء، وإني أطيع أوامركم إذا لم تكن مخالفة لمنافع الأمة ... ) (?).
ويقول السلطان عبد الحميد في هذا: (ولقد وجدت مدحت باشا ينصّب نفسه آمراً ووصياً عليّ. وكان في معاملته بعيداً عن المشروطية (الديمقراطية) وأقرب الى الاستبداد) (?).
وكان مدحت باشا وأصحابه من الماسون يدمنون الخمر قال السلطان عبد الحميد في مذكراته: ( ... ومن المعروف أن أحرار ذلك العهد من شعراء وأدباء اجتمعوا مساء يوم صدور مرسوم القانون الأساسي في قصر مدحت باشا، لا ليتحدثوا في أمور الدولة، بل في أمور السكر والعربدة، وهم يحتسون الخمر، ومدحت باشا يدمن الخمر منذ شبابه ومشهور عنه هذا وألتقت نشوة الخمر بالنشوة التي بعثها إعلان القانون الاساسي وعندما نهض مدحت باشا من على مائدة الأكل خرج مستنداً على أذرع الآخرين حتى لا يقع على الأرض. وبينما كان يغسل يديه قال لزوج أخته طوسون باشا وهو يؤرجح لسانه في فمه (بتأثير الخمر).
- ياباشا! من يستطيع الآن، وبعد كل ما وصلت إليه أن يبعدني عن منصبي؟! من؟! قل لي كم عاماً سأبقي في الصدارة العظمى؟
رد عليه طوسون باشا قائلاً: