الغربية وغيرها من الحضارات الجاهلية الأخرى وكيف تكون الاستفادة من هذه الحضارات؟
إن الاستفادة من الحضارة الغربية الكافرة وغيرها على ثلاثة أنواع:
1 - الاستفادة من الصناعات وأصولها والاكتشافات العلمية، والعلوم التجريبية والعسكرية والطبيعية، كالرياضيات والكيمياء والفيزياء، والهندسة والاحياء والفلك بعد أن تمحص وتصفى من شوائب المؤثرات الجاهلية، وتصاغ بقوالب إسلامية صافية، فهذه الأمور مابين: واجب (?) أخذه واقتباسه، وهو مايحتاجه المسلمون حاجة ماسة، أو لاتقوم بعض الواجبات إلا به، كالسلاح، والنظم العسكرية، في مجالات الدعوة الى الله، والجهاد في سبيله ... فكل مايحتاجه المسلمون -من المباحات- في هذا المجال فيجب أخذه والاستفادة منه، والمسلمون أحق به.
كذلك مايتحقق به قيام الدول الاسلامية -من الوسائل المباحة- مع التحفظ الكامل والوعي التام، يجب الأخذ به، وإلاّ فتركه أولى. أو مباح (?) وهذا قليل لأن الله أوجب على المسلمين الأخذ بالأسباب والحيطة لاكتفاء والاستغناء عما في أيدي الكفار أياً كان.
الثاني: التقليد في العبادات والعقائد والمبادئ والمفاهيم والتصورات والآراء الفلسفية، حول الكون والحياة والانسان، والتي تتصل بالعقيدة، فهذه الأمور لاتفصيل فيها، فهي محرمة قطعاً، والاستمداد فيها من الكفار ردة أو كفر إذا اعتقد المقلد صحتها ودان بها، وعلى الأقل تكون حراماً مع جهل حقيقتها.
الثالث: التقليد في الأخلاق وإنماط السلوك والآداب والثقافة والفكر، والانتاج الفني، ونحو ذلك، فهذه الأمور لاتخلو إما أن تتعارض مع أصول الاسلام وقواعده أو توقع فيما نهى الشارع عن تقليد الكفار فيه، فهذا أمر محرم، أو تكون مم يجهل أمره وحكمه فهو على الأقل مكروه، أما الشيء الذي يعتبر فضيلة -في تلك الحضارة- وما أقله -فقد يكون مباحاً (?) - والله أعلم.
ولقد تحدث بعض العلماء والمفكرين المسلمين والمعاصرين حول التقليد وكيفية الاستفادة من الحضارة الغربية.