وقد استمر التيار التغريبي في محاولة إحكام السيطرة على جميع المجالات والأجهزة في الدولة العثمانية.
وعلى كل حال لقد كانت المعالم الرئيسة لحركة الاصلاح والتجديد العثمانية تدور حول نقاط ثلاثة هامة:
1 - الاقتباس من الغرب فيما يتعلق بتنظيم الجيش وتسليمه في نظم الحكم والإدارة.
2 - الاتجاه بالمجتمع العثماني نحو التشكيل العلماني.
3 - الاتجاه نحو مركزية السلطة في استانبول والولايات (?).
كانت سنة صدور خط كلخانة حدثاً في الأوساط الأوروبية يسجله أحد المنصرين الفرنسيين بقوله: (كان عام 1839م عاماً عظيماً بالنسبة للتوغل الفرنسي في تركية ... لقد كان بداية التنظيمات والسنة الأولى في الإصلاح ... ونحن رجال الدين سنبدأ بالاستفادة من هذه الليبرالية الخجولة، ونبدأ بإرسالية تبشيرية للتعليم الكاثوليكي) (?) وقال السيد إيتيان الذي ترأس هذه الارسالية: (هذه أول إمكانية لتعزيز انتصار الايمان الذي سنعلمه، ذلك لأن القرآن يحرم حتى ذلك الوقت التعليم (?). لقد سافرت أول إرسالية مكونة من سبعة رجال دين في 21/ 11/1839م الى استانبول .. الأخوات يفتحن داراً لليتامى وفصولاً للتدريس في نهاية 1840م يصل عدد التلاميذ الى 230، وعام 1842م يصل العدد الى 500) (?).
وهكذا لم تضيع أوروبة المسيحية وكنيستها وقتاً طويلاً للاستفادة من ظروف التحديث والتنظيمات؛ فبعد سبعة عشر يوماً من صدور الخط، كانت الارساليات التبشيرية الاولى تغادر مارسيلية باتجاه العاصمة العثمانية، وهي تحمل أفكارها العدائية للمسلمين ولقرآنهم الكريم الذي تتهمه بتحريم التعليم انتقلت عدوى التنظيمات الى الولايات العثمانية العربية شبه المستقلة وبسرعة ففي تونس أصدر محمد باي (عهد الأمان) عام 1857م، وبناه على القواعد التالية: