وكان الباشا موظف ترسله الاستانة لمدة ثلاث سنوات يتولى خلالها حكم البلاد دون أن يكون له سند أساسي أو سند محلي بين القوى التي تسيطر على البلاد (?)، ويكون الباشا في كل من طرابلس وتونس والجزائر وكيلاً للسلطان ويكون مطلق التصرف لبعد الولاية عن العاصمة اسطنبول.
كانت أحداث مابعد 997هـ/1588م في نيابات العثمانية الثلاث طرابلس وتونس والجزائر تفيد بسطوة الجنود ورجال البحرية على السلطنة فيها على حساب سلطة الباشا إلا أن طبيعة علاقات السلطة في داخل الولاية مع امساك السلطنة العثمانية بسلطة إصدار الغرامات، قد ضمنا تحقيق الأهداف العثمانية في الحكم من حيث الخطبة باسم السلطان وتحصيل الأموال سنوياً والمساهمة في حروب الدولة والقبول بالباشا القادم من الاستانة ممثلاً أعلى للسلطان في حكم النيابة وهي جميعها من رموز السيادة العثمانية الرسمية (?).
كان ذلك هو التحول الذي جرى في الدولة نحو الشمال الافريقي، إثر معركة ليبانتوسنه 978هـ/1571م، فبعد أن كان الشمال الأفريقي تحت مسؤولية البيلربك الموجود في الجزائر، انقسمت المنطقة إلى ثلاث ولايات هي طرابلس وتونس والجزائر وصارت ولايات عادية مثلها مثل سائر الولايات العثمانية الأخرى، لقد كان موقف الدولة السعدية من جهة، وتصرف بعض الانكشاريين من جهة وجبهات المشرق من جهة وغير ذلك من الأسباب أضعف همة الدولة في إرجاع الأندلس.
لقد حالت عدة أسباب دون ضم المغرب الأقصى للدولة العثمانية منها:
1 - ظهور شخصية قوية حاكمة في المغرب ونعني به المنصور السعدي.
2 - وفاة قلج علي في 1587م ومن بعده أدخل الشمال الأفريقي في نظام الولايات.
3 - كان النصر الذي أحرزه المغاربة على البرتغاليين في معركة وادي المخازن سبباً في تقدير السلطات العثمانية للسعديين واحترامهم (?) لقد كانت الدولة العثمانية في جهودها البحرية في البحر المتوسط أكثر توفيقاً من البحر الأحمر والمحيطات لعدة أسباب منها: